قد وضع العمراني الفرنسي العظيم لوكوربيزييه مخطط مدينة نواكشوط... واستشرف وبنبوغ مستقبلها كعاصمة جميلة وعامرة..
فجعل طرقها واسعة..وفسيحة ومهيئة لمرور ملايين الناس.
جمالية المخطط لم تصمد طويلا.. فشوارع نواكشوط تحولت لمكب جبال من نفايات الباعة المتجولين.. الذين احتلوا الارصفة ثم بسطوا هيمنتهم على الطريق نفسه.. وحولوا كل شارع فسيح الى زقاق نتن..وكل جادة او ميدان الى حارة مكتظة من البائعات .
في مساء كل يوم لا يسحبون بضائعهم وانما يتركونها على الرصيف ففي منظورهم الغريب .. تحول المؤقت الى امر مستمر.
اول امر يجب القيام به لاستعادة نواكشوط لنظافتها والقها.. هو تحرير كل الشوارع.. وكل الارصفة من الباعة المتجولين وفرضهم بقوة الدولة الى النزوح الى الاحياء الشعبية التي تطوق مركز المدينة.
ساعتها سيكون بمقدور موريتانيا تنظيف العاصمة والعناية بها فوجه العاصمة هو وجه البلاد.. وهو مايرى الزائر ومن لا يستطيع تقديم واجهة مقبولة لن يتمكن من جذب مستثمر ولا سائح.
اغرب ما في الامر ان موريتانيا وحدها من كل غرب افريقيا تمتلك جهازا عسكريا متخصصا في أمن الطرق..ومع ذلك تنتزع منها الشوارع عنوة وتتحول لاسواق وسخة.. دون حول منها ولا قوة.
الدولة هي القسر...واول الحكمة الخوف من الشرطي.
الوزير السابق والمحامي محمد ولد امين .