الرجل الذي انقذ قبر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ):

8. سبتمبر 2025 - 19:58

الرجل الذي أنقذ قبر الرسول ﷺ: قصة نور الدين زنكي

يا أحباب، للتاريخ لحظات تصنع مجده، وللأمة رجال يخلّدون أسماءهم بأعمالهم. ومن أعظم هؤلاء السلطان العادل نور الدين محمود زنكي (511هـ – 569هـ / 1118م – 1174م)، الحاكم الزاهد، القائد العادل، والورع التقي، الذي لم يكن مجرد فاتح أو سلطان، بل كان رجلًا امتلأ قلبه بحب الله ورسوله ﷺ.

 رؤيا تهزّ القلوب

بينما كان السلطان في دمشق، رأى في منامه النبي ﷺ ثلاث مرات، يشير إلى رجلين أشقرين ويقول:
"يا نور الدين، أنقذني من هذين الرجلين!"

كان ذلك في سنة 557هـ / 1162م، والرؤيا لم تكن عادية، بل تكررت ثلاث مرات، حتى أيقن السلطان أن الأمر إلهامٌ لحماية قبر النبي ﷺ. فاستدعى وزيره الصالح جمال الدين الموصلي، وأمره بالاستعداد لرحلة عاجلة إلى المدينة المنورة، محمّلين بالأموال والهدايا، متنكرين في زي الحجاج. رحلة سرّية إلى طيبة

وصل نور الدين إلى المدينة، وأمر بجمع كل الناس في القلعة بحجة توزيع الصدقات. وبينما كان يراقب الحضور، لفت انتباهه غياب رجلين غريبين من بلاد الأندلس. سأله عنهم وزيره جمال الدين، فقال:
"يا مولاي، إنهما لا يقبلان صدقة، ويقولان نحن أغنياء ولا نحتاج."

أمر السلطان بإحضارهما، فإذا هما نفس الرجلين الذين رآهما في منامه! سكن قلبه الرعب واليقين، وسألهما عن أمرهما، فادّعيا العبادة والزهد، وأنهما قدما للزيارة.

 كشف الخدعة

أمر السلطان بتفتيش بيتهما القريب من الحجرة النبوية، فوجد فيه كتبًا ومكتبة عامرة، لكن تحتها نفقًا محفورًا بعمق، متجهًا مباشرة إلى الحجرة النبوية الشريفة!

وهنا انكشفت المؤامرة الكبرى: الرجلان كانا من النصارى، أُرسلا من قِبل ملوك أوروبا في زمن الحروب الصليبية، بهدف سرقة جسد النبي ﷺ ونقله بعيدًا، لضرب قلوب المسلمين في أعز ما يملكون.

لقد كاد النفق أن يصل إلى موضع الحجرة، ولم يتبقَّ سوى مسافة قصيرة جدًا!

 القرار التاريخي

أمر نور الدين بقتل الرجلين فورًا، ثم اتخذ قرارًا تاريخيًا لا ينسى:
أنشأ خندقًا عميقًا حول الحجرة النبوية، وصبّه بالرصاص المذاب، ليصبح سورًا منيعًا يحمي قبر النبي ﷺ إلى يوم القيامة.

 نور الدين زنكي… الرجل الصالح 

 كان نور الدين زنكي من أعظم قادة المسلمين، لقب بـ الملك العادل.
 بنى المدارس الشرعية، والمستشفيات (البيمارستان النوري بدمشق)، وأوقف الأوقاف على طلبة العلم والمجاهدين.
 مهّد الطريق للقائد صلاح الدين الأيوبي، الذي أتمّ مشروعه بتحرير القدس.
 كان يبيت الليل قائمًا، ويخرج للجهاد صباحًا، حتى قال عنه المؤرخون:
"ما عُرف بعد الخلفاء الراشدين رجلٌ بعدلِه وزُهده مثل نور الدين."

 العبرة الخالدة

قصة نور الدين زنكي سنة 557هـ / 1162م ليست مجرد حكاية، بل هي معجزة من معجزات حفظ الله لدينه ونبيه ﷺ، ودليل أن الله يختار رجالًا صادقين ليقوموا بمهمات عظيمة.

وإن كان نور الدين قد تحرك من أجل رسول الله ﷺ بناءً على رؤيا، فماذا نفعل نحن اليوم لنصرة نبيّنا؟
هل نحافظ على سنته؟
هل ندافع عن دينه؟
هل نُربي أبناءنا على حبّه واتباعه؟

اللهم اجعلنا أنصارًا لدينك، كما كنت أنصارًا لنبيك ﷺ.
للمزيد تابعنا من هنا التاريخ الإسلامي
 

إعلانات

استطلاع رأي

اختر مرشحك المفضل في 29 مايو
محمد الشيخ الغزواني
89%
محمد الأمين المرتجي الوافي
0%
حمادي سيدي المختار محمد عبدي
7%
أوتوما انتوان سلیمان سوماري
4%
مامادو بوكار با
0%
العيد محمدن امبارك
0%
برام الداه اعبيد
0%
مجموع الأصوات : 27

تابعونا على

002-twitter.png005-whatsapp.png004-youtube-1.png006-tik-tok.png